التاريخ : 2018-02-12
من قتل ميسي العرب؟!
حسين الذكر
إن صناعة النجم الكروي ليست سهلة -برغم تعدد مئات النجوم العالميين، فدائما ما تعكس وتمثل تطور الحقل الكروي في ذلك البلد الذي ينتمي إليه النجم الموهوب أو الذي انطلق منه أو يحمل جنسيته، أما بخصوص الظاهرة الكروية، فتلك مسألة حصرية تكاد تكون نادرة جدا، كما حدث مع (بيليه البرازيلي ومارادونا وميسي الأرجنتينيين)، هؤلاء الظواهر يصعب الإتيان بهم عالميا إلا بما جاد القدر.
لكن صناعة النجوم الحقيقية لم ولن تتوقف، فإن دول العالم، سيما من عشاق الكرة، تحاول الاستنساخ أو صناعة أنموذجية جديدة، وهي دوما على الطريق، وإن لم تنجح حتى الآن، لكن المحاولات مستمرة والوصول ممكن، في ظل إصلاح كروي عام مستند على العلم والهدفية، ليس البحث عن استنساخ منفرد فقط سيكون حتما عصيا ولن يتحقق.
دوما نطالع في الصحافة العالمية أخبار مواهب جديدة يطلق عليهم «دلعا» «ميسي الجديد»؛ لبث المعنويات وشحذ الهمم، وربما لإفراغ الجيوب الاحترافية للأندية الكبرى اللاهثة خلف النجوم أينما حلوا.
وقد أعلن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، فتح باب المفاوضات لضم اللاعب الياباني الصاعد، تاكيفوسا كوبو، صاحب الـ16 عاما الملقب بـ«ميسي اليابان». فحسب صحيفة فرانس فوتبول، إن إدارة البي إس جي، دخلت في اتصالات مع مقربين من اللاعب للإسراع في عملية المفاوضات، تمهيدا لإتمام الصفقة، علما أنه لا يمكنه الانتقال إلى أي ناد أوروبي قبل إتمام 18 عاما.ما ان تلقي نظرة على الإعداد والتدريب والتنشئة الكروية المعمول بها عربيا، ستجد ان المواهب كثيرة، لكنها للأسف تخنق وتتلاشى على طريق الإعداد السيئ والتدريب العشوائي. فدول التحضر الكروي، تختار عادة خيرة المدربين وأكبرهم سنا وأكثرهم خبرة وانضباطا وأخلاقا لتدريب الصغار، وقد خصصت رواتب ضخمة لهم؛ كي يتفرغوا لعملهم ويخلصوا ويبدعوا بصناعة المواهب وإعداد النجوم، فيما - للأسف الشديد- مازال تدريب الصغار في عالمنا الكروي العربي، يعد منقصة يتحاشاها أغلب المدربين الباحثين عن الشهرة والمال الموجود حصرا في فرق المتقدمين، فأغلب الإدارات تتعاقد بمبالغ ضخمة مع مدربي الخط الأول، فيما تترك مدربي الصغار نهشا وأملا وحسرة بمبالغ لا تسد الرمق، فضلا عن تسليط الأضواء على الكبار ومظلومية الصغار.وأسباب أخرى عديدة، يمكن أن نجملها في فقدان ميسي العرب، الذي لا وجود لأفقه وبزوغه حتى الآن أو في المستقبل القريب، في ظل سياسات خاطئة تحتاج إلى فلسفة تتبنى التعديل منهجا وليس تبرجا وتجملا! وكما يعلم أصحاب العقول والضمائر.. هنالك فارق كبير بين المعنيين! عدد المشاهدات : [ 9148 ]